عبد الله ايت سي / لماذا يجب أن تكون يساريا و لماذا يجب أن تكون شيوعيا


عبد الله ايت سي :

لأن أبوك أو أمك عامل/ة او فلاح فقير او كادح يبيع قوة عمله يستغل لمدة قد تفوق ستة عشر ساعة ،لقاء أجر زهيد من أجل توفير سكن و إطعامك و تعليمك و علاجك لك و لاخوتك ، لأنه يحرم نفسه من متطلبات كثيرة ليوفر لكم ما تحتاجهون من وسائل الرفاهية من لباس و غيره من متطلبات حياتكن كشباب ،و لأنك حينما كبرت انت و إخوانك لم تجدوا شغلا رغم شواهدكم الجامعية و حتى إن وجدتم عمل لتبيع قوة عملكم لن تكفيكم لسداد حاجياتكم من سكن و صحة و تكوين أسرة .
أبوك اليوم يا صديقي رجل طاعن في السن لا يملك لا تأمين و لا ضمان إجتماعي ، و أنت تكدح و كذا اخواتك من أجل أن تردوا قليلا من الجميل لحياة والديكم التي اهدروها لأجلكم .
مئات الآلاف من الأسر تكافح اليوم من أجل الطعام الخبز "اغروم" باللغة الأمازيغية ،بينما مئات من الأسر الرأسمالية تعيش في البضخ و تستحوذ على 90% من الثروة و يشريون نبيذهم من عرق الفقراء .
و إن صرخت أي حياة هذه التي نعيشها ؟؟ أين العدالة الاجتماعية، يخرج لك شيخ بلحية يقول لك : أستغفر الله يا ولدي ،الله عادل وهذه حكمته و قسم الأرزاق و فضل بعضكم على بعض و صبرا جميلا حتى تنال حقك في الآخرة.
و لأنه أنت واعي و لديك مستوى تعليمي و تعيش بؤسا لن تجد له تفسيرا حتى في الدين ،و لأن كلام تجار الدين و الشيوخ لا يجب أن يستهويك لشرح غياب العدل ، فعليك أن تتجه يسارا ،أن تناضل و تنتمي لليسار المناضل و تصرخ رافعا قبضة يدك في الساحات و الشوارع وسط العمال و الطلبة و المعطلين و الكادحين .
ثم لماذا أنت شيوعي ؟؟؟
من أجل القضاء الإستغلال و الأرض للفلاح و المصنع للعامل من أجل مجتمع للمنتجين المبدعين الأحرار.
ببساطة أن تكون في صف العمال و الفلاحين الفقراء و المهمشين و الكادحين في صف المعطلين عن العمل ان تكون عدوا للرأسمالية السبب في تفقير الفقراء و إغناء الأغنياء.
أن تناضل من أجل حياة أفضل للمواطن /ة في تعليم و صحة و سكن و شغل و ثقافة ، ضد إستغلال الدين في السياسة من أجل مجتمع علماني في حرية العقيدة .
ان تطالب بضريبة تصاعدية على الثروة من يملك أكثر يدفع أكثر.
أن تكون مع المساواة التامة بين الرجل و المرأة و بين الجهات و الشعوب .
أن تكون أمميا تسعى لوحدة الشعوب و ضد الحروب الاستعمارية و التعايش في حب و سلام .

أن تكون شيوعيا معناه أن تفعل ما تقوله عندما تصل للسلطة ،أن تعمل على أن يخلق و يتمتع الجميع بثروات بلده وأن يعيشوا في سلام و حب و وئام و تضامن و أمان .

هو هذا المشروع الذي نناضل و يناضل من أجله اليساريون و الشيوعيون في العالم ،أن ما يمنعك أن تكون يساريا و تخطو لتكون شيوعيا هو الأسرة البطريركيّة و الملكية الخاصة و الدولة بما هي أداة في يد الطبقة المسيطرة التي هي البرجوازية و أيديولوجيتها الموحدة في العالم و المختلف حسب وسائل السيطرة في الأوطان حسب خصوصية كل مجتمع ما ،ما يمنعك هو الكاهن الذي في مصلحته تجهيلك ،الرأسمالي في مصلحته تفقيرك ،لهذا يا عامل و يا كادح يا طالب و يا معطل فأن كونك تتبنى أيديولوجية أخرى غير الشيوعية ما هو إلا إدامة لاستغلالك و تفقيرك و تجويعك ،فما عليك سوى أن تتسلح بالتحليل المادي و العلمي لواقعك الملموس لتفهمه و تمتلك وعيا طبقيا يؤهلك للانخراط في التنظيم السياسي لليسار حتى تتمكن من بناء حزب البروليتاريا المنشوذ لتحقيق مجتمع خالي من الاستغلال و من الطبقات و تنتفي فيه الدولة حينما يصل إلى الشيوعية وهي بكل بساطة ما تحلم به في السماء ،و هو موجود على الأرض، يا صديقي/ة و يا رفيقي/ة قد يطول الظلام و لكن الشمس أكيد ستطل بنورها كل يوم ،كذلك أنت عليك أن تحرر نفسك و عقلك من الظلام و تبدله بالنور ،في غمرة بحثك لا يفوتك أن تكون أو تسعى لتكون إنسانا تناصر هموم و قضايا الحرية التي لا ثمن
تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.