عبد الله ايت سي :
في ثنايا السراب نرى كل هاته الأجسام التي نصادفها في زحمة الحياة ،غير ما مرة نسأل أنفسنا هل فعلا ننتمي لهذا العالم ؟ سؤال صعب أن نجيب عنه ،في كل يوم مع بدايته في صباح باكر و خطواتنا الثقيلة نمشي إلى أين؟ سؤال آخر ماذا نريد ؟ آه من هذا الروتين الذي يزيد من عزلتنا كدب في المحيط المتجمد ينتظر فريسة ليطعم دباباته الصغار ،أو فرخ صغير في عش الفراخ ينتظر أمه لتطعمه حتى يتمكن من الطيران و يعتمد على نفسه ،في كل مساء نقابل أنفسنا على رصيف مقهى البادية غارقين في ثنايا وحدتنا في اللامعنى و العبث في بؤس عالمنا لا رغبة لنا في شيء، وجوهنا الشاحبة تغطيها لحية كأننا في عصر فكتور هوغو أو بلزاك أو كأن ذلك الشرير الفيلسوف السياسي مكيافيلي بيننا ،لا وضوح في الرؤية و لا مستقبل ينتظرنا هنا فقط نفس الخيبات التي نجترها ،فيلم أمريكي بدأ على شاشة تلفاز المقهى ،دعنا نتابعه لعلنا نصطنع لأنفسنا جدوى العيش هنا ،كلمات من هنا و هنا تكسرها ضحكات مصطنعة للتخفيف عن فقدان شهية الحياة هنا ،لا أحد يستطيع أن ينكر أن الكثيرين ملايين يعيشون نفس الوضع في ربوع العالم بأسره ،أنظر إلى الساعة إنها الثامنة لابد من العودة إلى منزلنا الريفي ،فقط إعداد العشاء على أنغام موسيقى لا تينية و بضعة كؤوس من النبيذ هي من يشعرك بجزء بسيط من السعادة في نافذة الغرفة هناك كتاب دائما ،آه سأقرأ مجددا ،لا لا يمكن ماذا تغير و ماذا غيرت بتلك القراءة و الأفكار اصلا هؤلاء المفكرين لم يكتبوا لمثل واقعنا و لمثل مجتمعاتنا بل كتبوا لمجتمعهم في ذلك الوقت ،لا بأس دعنا نرى ماذا يقول هذا الإعلام المنافق و المملوك لذوي المال ،لاشيء جديد حرب هنا و هناك أبرياء يموتون و معارضة مصطنعة و حكام مستبدين يسجدون لأمريكا و الإمبريالية، هناك ماذا فعل الناس لتنتهي حياتهم بتلك الطريقة الهمجية ،فقط لأنهم لم يقولوا عاش الحاكم و عاشت أمريكا و الصهيونية،دعنا نرى إذاعاتنا هههههه نفس السيناريو المتكرر نحن شعب الرخاء و الهناء و كل شيء جميل في أجمل بلد في العالم ،آه على بلادتهم الشوارع تغلي بالاحتجاجات ضد الحكرة و تسلط المسؤولين و من أجل الكرامة الإنسانية،دعنا نتناول العشاء و نسكر و نبول عليهم كما قال شاعر الثورة مظفر النواب غيفارا العراق و ما أدرك ما العراق اليوم إلى أسفل السافلين هجرها غالبية المثقفين إلا هو ،ترى كيف حاله ذلك الصنديد الذي قال لنا الحقيقة غير ما مرة و آخرها حينما تحدث و قال لا بد لهذا الشعب أن يأخذ درسا في الخراب ،إيه نعم اليوم كل شيء مخرب من السياسة إلى الفن من القيم إلى الأخلاق الغالبية تحولت لسلعة مشيئة ،آخر سيجارة اليوم الساعة الآن الثانية عشر مادى عسانا نفعل إلا السهر بضعة ساعات أخرى نتأمل فيه هذا الليل ،نحرس فيه أحلام الفقراء لكي لا يسرقها منهم الأغنياء كما يفعلون بارزاقهم كل صباح، مع أخير كأس نبيذ و صوت غيتار لاتيني ثوري ذكرني بلحظات جميلة معك عزيزتي سرعان ما فكرت في الوطن الذي يغوص في دمائي و عدت إلى رشدي ،على أمل صباح آخر و مساء هكذا دواليك ،اتراني سعيد أم حزين أنا بين المنزلتين احلاهما مر حينما يوقظك الضمير و تمسك بالمبدأ و تريد الخير الأخلاقي المشترك للجميع ،مجددا ترن تلك الكلمات بيروت أم حيفا فلسطين أم لبنان كيف السبيل إلى الوصول إليكما ،لا هل سأذهب أم سأبقى ذلك سؤال آخر، إجابته تختبئ بين ثنايا سراب حياة نعشقها لحد الثمالة لا يحزننا فيها إلا غياب الإنسانية.......
