عبد الله أيت سي .
الإمبريالية واحدة لا تتجزأ سواء نجح ترامب أو كلينتون فالسياسة الأمريكية لن تتغير إتجاه الشعوب ،من درس العلوم السياسية سيعرف أن النظام السياسي الأمريكي بمجمله مبني على البرغماتية أنت صديقي اليوم حينما تكون مع مصلحتي و عدوي غدا حينما تكون ضددها ،أما كيفية إدارة الإنتخابات و غيرها هناك فشكليا تبدو ديمقراطية لأن هناك تنافس برامج سياسية بين حزبين قويين هما أيضا لهما نفس السياسة الخارجية ،موضوعيا تبدو لوبيات المال و السلاح و الأدوية و الصناعة و التجارة بصفة عامة هي المتحكم و الممول للحملات الإنتخابية بغية خدمة رساميلها و استثماراتها في العالم ،و والتي تتطلقى الضمانات الكافية من قبل كلا المرشحين ،أما بالنسبة لحقوق الأقليات المهاجرة هناك فلا يمكن لأمريكا المساس بها لانها دولة مؤسسات و ليس دولة أشخاص و هناك قوانين و استقلالية القضاء ،و أي رئيس مهما كان اتجاهه اليميني إتجاه المهاجرين فلن يستطيع أن يدخل في صراع خاسر مع منظمات حقوقية قوية من طينة هيومن رايتس و تكتلات المهاجرين ،بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا فلن يتغير اي شيء ستبقى امريكا زعيمة الإمبريالية العالمية المعادية لطموح الشعوب في التحرر و الديمقراطية و حقوق الإنسان ،و بالنسبة للأنظمة الرجعية فهي عميلة على أي حال منذ زمان و تطبق ما يطلب منها ،تبقى الإستراتيجية الأمريكية في السنوات المقبلة و التي ستزداد عنفا و هجوما على حقوق الشعوب هي التي فيها نقاش كبير بخصوص كيفية مواجهتها و التصدي لها و إستمرار النضال الواعي و المنظم للجماهير الشعبية الفقيرة و للطبقة العاملة ضد التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان و ضد الحروب بالوكالة و من أجل الحرية و الكرامة للشعوب ،لا يختلف اثنان على الدعم القوي لامريكا للكيان الصهيوني الغاصب المزروع قصرا في أرض فلسطين و ماذا الحلم الصهيوني المتجدد في إسرائيل الكبرى و مدى كذلك دور الإمبريالية في تشريد ملايين من اللاجئين الفلسطينيين، و ختاما إن الشعوب في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط التي انتفضت و خلقت سيرورة ثورية حقيقية أطاحت برؤوس انظمة عميلة ،و قدمت مئات الشهداء و الآلاف من المعتقلين ،و التي أجهضت ثوراتها باخرى مضادة مازال لديها الكثير من الأسرار تحتفظ بها و مازال عليها أن تتوحد و تناضل و تستفيد من تجاربها في السعي نحو إستكمال مهاهمها في التحرر و السيادة الوطنية و لاشك أن كل القوى الديمقراطية و التقدمية في هذه البلدان تقع على مسؤوليتها الإستمرار في العمل الدؤوب لتاطير الجماهير و تقديم البديل السياسي الحقيقي الذي سيخلصها من براثين الأنظمة العميلة و الرجعية.
