لماذا التغيير الجذري مؤجل إلى حين؟؟؟؟


عبد الله ايت سي.

في كل مرة نعتقد أن التغيير الجذري ممكن، لكن كلما تمعنا في أنفسنا وذواتنا يتأكد لنا أننا لا نجسد هذا التغيير، لسببين أساسيين :الأول، أن أي تنظيم سياسي لابد له وقبل كل شيء من أن تسود فيه قيم أخلاقية عالية لمبادئ الإنسانية ،قبل المرور إلى ما هو عملي ،إضافة إلى أن الذين يريدون أن يغيروا لابد لهم من أن يتوفروا على قدر مهم من الوعي السياسي والفكري بكل تلك التناقضات التي تسود داخل محيطهم الاجتماعي ،وعلى أي حال إن السبب الثاني هو عدم قدرتنا على مناهضة تلك الأشياء البسيطة التي قد تشكل فارقا في بناء الشخصية المتوازنة ،إنها التضحية ونكران الذات والصبر الطويل ،في بعض الأحيان يكون الحس الزائد لدى الكثيرين في مناقشة بعض الأشياء البسيطة، التي لادعي للغوص فيها لأنها تشكل احد أهم ا سباب الانشقاقات، والتركيز بالضرورة على المضمون العام للأشياء والذي يجسد فكر وممارسة المناضلين ويشكل أساس التنظيم السياسي ،إن التغيير ليس مجرد شعارات براقة، لان هذا الأخير هو مرتبط بالفكر والممارسة، ففي الكثير من الأحيان لا يتم تجسيد النظري على صعيد الواقع المباشر الملموس ،إن الأساس الذي يجب ايلائه الأهمية هو بناء مجتمع الكرامة وكافة حقوق الإنسان وقبل الحق لابد من الواجب ،لهذا حقيقة اتاسف كثيرا حينما أرى الكثيرين في الاجتماعات ياخدون الكلمة ويحاولوا أن ينتقدوا لمجرد النقد فقط، أو كمثال( ولو طارت معزة) بينما في المعارك النضالية المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية لا نجد لهم أي صدى فهذا قد يشكل فارقا في الحسم في قيمة المناضل المعنوية وليس المادية واعني بالأولى العمل الجماهيري، والثانية العمل السياسي، البعض منا يريد فقط أن يبني لنفسه موقعا داخل تنظيم سياسي معين، أي نوع من الممارسة الفردية ولن اسميها ممارسة ليبرالية بحكم أن هذه الأخيرة لها ضوابطها التي تحكمها والتي سأتطرق إليها في مقال أخر ،أن نسج العلاقات الاجتماعية داخل منظومة سياسية معينة لابد له من التواصل فيما بين المناضلين، بغض النظر عن مواقعهم القيادية داخل التنظيم وتقديم أنفسهم للتعرف عليهم خصوصا مع الوسائل المعلوماتية الموجودة التي تسهل دلك كثيرا لان تبادل الأفكار والتجارب و الاخد بيد الفئة المناضلة الجديدة الملتحقة بالتنظيم يشكل فارقا في مساعدتها لبناء شخصيتها ،كذلك أن التجدر داخل الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية يشكل أساس عملية تطوير التنظيم .
إن التغيير المنشود داخل أي دولة لابد أن يكون مرتبطا بالجماهير الشعبية لان هذه الفئة هي التي تحمل في الحقيقة مفاتح التغيير طبعا مع وجود قيادات تكون منسجمة مع بعضها البعض وتوفر أي تنظيم معين على وسائل للتعبئة تكون قوية وقادرة على استمالة هده الطبقة إلى صفوفها ليس لاستغلالها من اجل الوصول إلى المناصب العامة داخل الدولة ،بل للدفاع عن مصالحها التي لن تكون سوى الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية،لهذا للوصول إلى هذا الهدف لابد من العمل على التحليل العلمي لكافة الظواهر التي نصارع فيها الطبقة المسيطرة والمستغلة ،إن هده العملية لابد لها من مثقفين عضويين يضحون بذواتهم من اجل تجدري الوعي بالصراع الطبقي داخل الدولة ،وهدا يمكن أن لا تحققه الأجيال الحالية لكن ربما يأتي جيل جديد من الشباب في المستقبل يكون على الأقل وجد أرضية علمية وفكرية سيعمل عليها من اجل بناء نظام سياسي ديمقراطي .
ان القيادة الفكرية والسياسية لابد منها وواجب احترامها ليس لدرجة التقديس بل مراقبتها وتنبيهها كلما خرجت عن مبادئ التنظيم ،كما أن تطوير النظرية السياسية وتجديدها لابد منه مع مراعاة التغيرات التي تحدث على الساحة سواء كانت سياسية اجتماعية اقتصادية او ثقافية ،لهذا أثناء خوض معركة الصراع الطبقي لابد من التسلح بكل القيم الإنسانية العقلانية التي تمكننا من الوصول إلى الهدف المنشود وهو التغيير السياسي الجدري ،إن حزب الطبقة العاملة لابد له من ان يكون في عمقه عماليا أي آن تمثل فيه الطبقة العاملة بكل تصنيفاتها الواعية وغير الواعية ،إن التكتيك السياسي النظري غالبا ما يشكل الفارق في حسم الصراع لطبقة معينة واهم من دلك يقطع الطريق على كل تلك الفئات الغير ملتزمة بالمبادئ النظرية للتنظيم خصوصا في الممارسة السياسية ،كثيرا ما نفهم الصراع على انه موجه ضد شخص معين او ضد فئة معينة بل هو أساسا موجه ضد طبقة معينة معروفة أصلا في ادابيتنا المرجعية فإما آن نحسم الصراع لفائدة الطبقة المستغلة أو المستغلة ،كلاهما يتصارعان على القيادة السياسية ان عدم الوصول إلى مرتبة تطبيق النظري في الواقع يجعلنا نعيش أوهاما وربما التقلب داخل حلقة مفرغة. .
تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.