أول ما يتبادر إلى الأذهان كلما تعلق الأمر بلقاء "المزاليين" و "الوادريميين" ،المتعة و الإثارة . نَظْم ، لَحْن و إيقاع كلما امتزج الطّبْل بِ الدَّفّ..
"بايرن آنوعمران" دخل غمار الدوري دون استئذان ،ولج الملعب البلدي لأيت باها ،جمهور مُحِبِّين في انتظاره أحْظوْهُ باستقبال العظماء سيما أثبت أنه "سلطان أيت باها" نال تاج النسخة الماضية للدوري ،قبلها بأقل من 24 ساعة حُمِّل على الأكتاف في "مدينة بيوكرى" ك "مبعوث خاص لأيت باها أودرار" كسب رهان القضية بامتياز ؛ أربع سنوات للوراء ..تسلّم "الفريق الآنوعمراني" أوراق اعتماده ك "سفير للكرة الباهاوية "حينما خسر نهائي "مهرجان إيكودار إيداوكنظيف" أمام فريق "نهضة تافراوت" العنيد العتيد ،لِيرُدّ له الديْن في النسخة التي تلتها متوَّجاً هناك... فهذ هي من ضمن اللحظات التي منحت الشرعية و المصداقية لفريق شهد و يشهد كما سَيشهد عليه التاريخ يوماً .
الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا إنزال ل كتيبة "أصحاب الفخَّار" و حلول ل فيلق "أصحاب البلغة" ؛كل يمني النفس لبلوغ المراد وفق خططه المرسومة.
"المدافع الآنوعمرانية" تمركزت تأهبا للصافرة بتشكيلٍ يَضُّم كل من مصطفى قرقوز ، عادل أيت حدي ، أحمد العمراني ، ياسين عبدو ، حسن بن حادة ، عبد الإله أيت حدي ، صلاح عبدو ، علي قرقوز، حفيظ عبدو ، حميد أوبريك ، يوسف أيت المعلم ،أما "بوارج البرج " ف رَسَتْ منتظرة صافرة الحكم "عزيز هنون " لِردّ القصف بِقِوام تعداده رشيد بن سعيد ، محمد بن سعيد ، حميد بن سعيد ، سفيان بن سعيد ، ابراهيم بن سعيد ، عبد الرحمان بن سعيد ، اسماعيل بن سعيد ، عبد الله بن سعيد ، محمد بن سعيد ، يونس بن سعيد ، معاد بن سعيد .
بداية المباراة ،ضغط رهيب للباييرن الذي احتلّ كل شبر في أرضية الملعب ،تسلل غير ما مرة إلى قواعد الخصم دون افتتاح الحصة ..ماهي إلا دقائق حتى أرسل "راموس"-"حسن بنحادة " - الذي أخذ من ابن مملكة قشتالة لياقته و صرامته الدفاعية - أرسل "صاروخ توماهوك" 'عابر للمدافعين' مستقراً في شباك "الفريق الوادريمي" ،بعدها فطن "المزاليين" من أين تُؤكل الكتف ..أحد وزراء دفاع "الباييرن" "عادل أيت حدي" يضغط على الزناد في مناسبتين الأولى أصاب الهدف ب"قذيفة إر تي جي" لا تُصَدّ ولا تُرَدّ ، أما الثانية فأطلقها نفس المحارب كرصاصة رحمة اخترقت صفوف "البرج" كأن هذا البرج سهل التسلق ، مغتالا الأحلام الوردية في العودة في النتيجة ، وكأن لون قميصهم الذي لطالما كانوا له أوفياء ،انتقم منهم بعد استبداله بالأخضر الذي كم اشتقنا له بعد موسم جاف ألبس المنطقة الأصفر .
محاولات خجولة حاول بها البرج ترميم صفوفه ؛لكن الرد جاء متأخر بعد أن أرسل 'القاضي' "عزيز هنون" الكل إلى "كراسي التبديل" لهُنَيْهة ؛كأن لسان حاله يقول : *اذهب و استبدل قطع غيار بوارجك المتعطلة أم أن ابن منطقتك Don Rajawi Med Amhaou لا يملك لك نفعا و لا ضارّا *
شهيق زفير استراحة المحاربين امتزج بصياح و صفير أصوات جمهور ،مُشَكِّلاً سمفونية مُتحِفة مِثلما استُوحَت من إحدى روائع Pithoven أو Mozart .
جمهورغفير حج بكثرة نادى باسم اللاعب "يوسف أيت المعلم" : واا صَيْف ..واا صيْف.. ماڭْغَاين مَڭِّيسْ مَحْلاّنْ إدَامْنْ ..إِسْيِّينْ تُونِّيتْ أَنْفِييْ ..جَّاافْ حاوْرِّياا.. --كأنهم في محاصرة خنزير بّري هائج أفلتته أنياب كلب سلوقي غاضب- -إلى غير ذلك من العبارات الشهيرة ليوسف الذي يملك شعبية في أيت باها ك "مهاتما غاندي" في الهند أو "توتي" في روما أو "كيم كارداشيان" في بلاد العم سام أو "نيلسون مانديلا" في جنوب إفريقيا ...؛
المدرب حفيظ متوكيل ؛فطِن لمطلب المشجعين فَزَجّ باللاعب "الكوميدي" "يوسف أيت المعلم" "صَيفْ" كأنه يوهم المتتبعين أن الجزء الثاني من اللقاء سيكون دراماتيكيا لا تراجيديا !.
استئناف المباراة لشوطها الثاني.. بعد أخذ اللاعبين لنَفَسِ مابين الشوطين ؛لكن اتضح أن "فريق البرج الرياضي" تنفس واستنشق "الغبار" الذي أحدثته تسخينات لاعبي "فريق الترجي" الممثل الثاني لآنوعمران و خصه "رجاء أيت باها" بالمحاذاة من قُمْرة قيادتهم ، كأن هذا الغبار المستنشق أحدث له رَبْواً حادّاً أعجزه عن الصمود أمام لاعبي "البايرن" .. وكأن TaOufik Bounasser أرسل رائحة "لْ پتي پَّان المحشوّ ب طّون والبصل ... لِتُفرز هرمونا في أنوفهم ، "تُسَرِّح منَاخرهُمْ " وتفتح شهيتهم للمزيد من الأهداف ؛
فعلاً ما هي إلا دقائق بين أخذ و رد بين المتباريين حتى أضاف "عبدالإله أيت حدي" الهدف الرابع ،ليختتم صخرة الدفاع ع"ادل" مهرجان الأهداف بهدف شخصي ثالث له والخامس لفريقه ؛ إلا أن فريق "البرج الرياضي" حافظ على ماء وجهه بهدف وحيد جاء ضد مجريات اللعب ؛
موجها رسالة مفادها أن وإن كانت "متانة البلْغة" و "صلابة الجرّة" فلكل منهما زمانه .. بل الأصح فهما وجهان لعملة واحدة ، "تراث أيت باها" الحبيبة.
ليسدل الحكم الستار على نهاية اللقاء كأن حال لسانه يقول : 'عذراً يا سادة فهذا زمن 'آنوعمران ' !.
