عبد الله ايت سي / صيفهم و وضعهم بذخ و صيفنا و وضعنا معاناة في جحيم الإستغلال ؟؟


عبد الله أيت سي .
انتهى صيفهم و هو ليس كصيفنا ،نعم صيف البرجوازية المتعفنة قضوه في أحسن و أجمل و أغلى و ألذ الأماكن في العالم ،طبعا بطرق متعددة غالبيتها غير مشروعة كيف لا وهم المسيطرون على العباد و البلاد ،أما أولادهم و أحفادهم فيستعدون الإلتحاق بمدارسهم و معاهدهم الفخمة و كل شيء على احسن ما يرام .
و صيف الجماهير الشعبية الكادحة و الفقيرة معاناة و استغلال مضاعف ،نعم في الصيف طلبوا منا إلتزام الحذر لدرجات الحرارة المرتفعة جدا و التي لم تصل إلى هذا الحد منذ ما يقارب 25 سنة ،نعم الإلتزام في البيوت و التقشف لكي نشتري الكتب و الملابس لأبناء و بنات التائهين في هامش الوطن من كان محظوظا و يتواجد بمدينة شاطئية سيذهب ليشلل جسده المنهك بقليل من ماء البحر و سياكل في احسن الاحوال علبة معلبة من السردين او مقلة ماطيشة والبيض و لا شي طبسيل اللوبيا و العدس و في احسن الاحوال شواية سردين رفضته اوروبا و احتكروه في مبرداتهم و يبيعونه لنا بثمن مضاعف، في الصيف في أقصى الهامش هناك عطش و احتجاجات لكن دائما ما تواجه بالحصار و القمع فشيئا وحيد ستحصل عليه في هذه البلاد ان كنت كادحا و مهمشا حقك من الزرواطة و الهرمكة ،في الهامش ولدت نساء في الطريق و اخريات اغتصبت كرامتهن و اخريات بين سندان الدعارة و الاستغلال المكثف في اماكن العمل ،مات أطفال ملائكة بلسعات العقارب و الثعابين و ليسوا سوى مجرد رقم في دفاتر ،لقد مرروا قوانين جديدة رجعية تراجعية مجحفة ليستمروا في سيطرتهم على الكداح و الفقراء و امتصاص ما تبقى في اجسادهم /ن من قطرات دم لم يعد لونها أحمر من شدة الاستغلال ،في كل الاماكن هناك أصوات تعلو إحتجاجا على الوضع الإجتماعي المزري الذي تعيش فيه ،تم كالعادة توزيع حصة من القمع عليهم أبرز هذه الاحتجاجات يقودها المعطلون عن العمل مدافعين بشراسة و كفاحية و صمود منقطع النظير و نفس الشيء بالنسبة للطبقة العاملة ،نعم صيفهم بضخ و شراب و سترينكات و رمال ذهبية و فواكه بحر ،و صيف أبناء العمال و الكادحين دماء تسيل في شوارع وطن لم يعد غالبيتهم يؤمنون به و غالبيتهم ينتظر فرصة مغادرته في أول نقطة عبور أو أقرب مطار ،صيف اطفال ابناء الشعب يبيعون فيه أحلامهم على عتبات الشوارع و البحر و في الأحياء الصناعية و فيلات الأثرياء،و بناتنا تبيع لحمها لمن يدفع أكثر من عرب الخليج المريضين و المهوسين بالاجساد و النهود ،كان هذا الصيف كما شتاء كما السنين التي مضت قاسيا و ظالما للعمال و الكداح طرد و تشريد في كل مكان لا قانون يحميهم من ظلم و جبروت باطرونا متوحشة مسنودة من الحاكمين ،هناك وسط هذا البؤس السياسي و تبادل النكير و الاتهامات بين أحزاب رجعية مخزنية أكثر من المخزن يستعدون مجددا لتمرير مسرحيتهم الافتخابية،و ربما هي الأسوء في تاريخنا المليئ بالخيبات و الانكسارات،لقد اوجدوا للشعب حلين ليختار منهم حزب ظلامي رجعي لا خير يرجى منه حتى بين المنتسبين له تزكم الانوف رائحة فضائحهم المتتالية ،و بين حزب بولادة قيصرية من قيادته متقمصين لدور جديد في مسرحية جديدة بدون جمهور يغني و يرقص على معانات الناس بعد أن مر من مرحلة عصيبة كانت ستضع حدا لطموحات لا شرعية للمنتسبين له للظفر بجزء من كعكة رجل مريض اسمه الشعب ،و يا لبؤسنا و يا لوسخنا هناك من كان في الماضي غير بعيد يصرخ ضد الفساد و الاستبداد خلال أقوى حراك سياسي شهدته البلاد منذ استقلالها الشكلي، و اليوم سينخرط في لعبة هو منهزم فيها شر هزيمة ستضع حدا للكثير من الورود الجميلة المتفتحة بينهم و المحبة للوطن و ستبعدهم عن أي شيء إسمه السياسة و بؤسها ،ماذا عسانا نقول وسط هذا العبث و البؤس السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي والفكري و الثقافي و حتى البيئي الذي يحيط بنا من كل الزوايا المحكمة الإغلاق، غير أننا نعيش مرحلة عصيبة لا مجال فيها إلا لاستنهاض الهمم و السير في الفج الضيق لطريق انارته تضحيات الشهداء أو أن نتراجع خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين للإمام، و مرة أخرى صيفهم بضخ و لذة كما هي أوضاعهم دائما هم التكتل الطبقي المسيطر ،و صيفنا و أوضاعنا نحن العمال والفلاحين الفقراء و الكادحين و الطلبة و المعطلين و الأجراء و الموظفين المتوسطين معاناة و كدح و إستغلال و مزيد من الأمراض الإجتماعية و البؤس ما دامنا مشتتين مريضين بمرض الفئوية و العفوية و اليسراوية ،لقد علمنا التاريخ صراعه أنه في وقت الانبطاح و الزحف على البطون و الركوع على عتبة موائد الخيانة ،يرفع المناضلون و المناضلات الأشاوس قبضتهم و يلوحون بها في وحه مستغلينا و مشردينا من البرجوازية ،و حذاري هذه المرة فاستمرار الضغط يولد الإنفجار و إستمرار الطغيان و الفساد و الإستبداد يولد الثوار و الثورة ،و حذاري من الخيانات فالتاريخ لن يرحم أحدا و سيلقي بخائنه إلى مزبلة التاريخ حيث لا يوجد إلا العفن ،سيقول البعض أو الأكثرية نحن عدميين و لاشيء يعجبنا و ننظر إلى نصف الكأس المملوء فقط ،نعم أنتم على حق عدميين ضد الفساد و الاستبداد،و لا شيء يعجبنا هنا و نحن نريد كل واحد أن يملئ كأسه لوحده و يشرب و يتمتع بخيرات وطنه عوض أن تستحوذ عليها عصابة من لصوص الله و الوطن .
تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.